مصر واستغلال السياح

زرت بلاد كثيرة فى العالم – لم أجد أى بلد تستغل السياح مثلما تفعل مصر – لا أقصد على مستوى الأشخاص – فهذا معروف بدءا من استغلال سائقى التاكسى مرورا بكل من يتعامل مع السائح فى كل مكان يقصده فى طول البلاد وعرضها – لكنى أقصد الدولة نفسها – ففى المزارات السياحية والمتاحف والفنادق – هناك دائما سعران – سعر للمصرى وسعر للأجنبى أضعاف مضاعفة – يصل احيانا الى 10 أضعاف – وكأننا نعاقب زائرينا على فعلتهم بمجيئهم الينا

تخيل شعور اى سائح أجنبى عندما يكتشف انه يدفع فى نفس الخدمة أضعاف ما يدفعه المصرى – فمثلا تذكرة دخول منطقة الأهرامات للمصرى 2 جنيه والطالب 1 جنيه وللأجنبى 20 جنيه!

ان الدولة بذلك تطرد نسبة كبيرة من سياحة الشباب – فالمعروف ان الشباب محب للترحال وينجذب أكثر للبلاد التى لا تكلفه الكثير لزيارتها – ومصر من أرخص دول العالم – لكن هيهات أن تترك الدولة الأمور على حالها – فهى تتدخل فى كل شئ لتضاعف السعر على كل من تسول له نفسه زيارة مصر

طبعا الأثرياء من السياح لا يتأثروا كثيرا بهذه الفروق – لكن الشعور نفسه مقزز ان تكون هناك تفرقة فى المعاملة حسب الجنس

فضلا عن فقدان مصر لقطاعات كبيرة من سياحة الشباب الذين يطوفون العالم طوال العام ويقبلون على الدول الرخيصة – لكننا أخرجنا أنفسنا من المنافسة بأنفسنا – ولا حول ولا قوة الا بالله

وها نحن اليوم نعانى فى مصر من توقف السياحة شبه التام – وخراب بيوت ملايين المصريين الذين كانوا يفتحون بيوتهم من العمل فى السياحة – فهل نقف مع أنفسنا مرة واحدة ونتعاهد على أن نعامل السياح بما يليق بضيوف مصر الذين هم ضيوف كل مصرى؟ وهل تفيق الدولة الى رشدها وتتعلم كيف تعامل ضيوفها بلا تفرقة

العرب زمان كانوا دائما كرماء مع ضيوفهم حتى انهم كانوا يفضلونهم على انفسهم – فلماذا نحن فى مصر بهذا العفن ومن اين اتينا بهذه الصفات الكريهة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.