إنتشر الفرانكو لدى الشباب والأطفال كما ينتشر الوباء – الفرانكو لمن لا يعرف هى طريقة مستحدثة لكتابة الكلمات العربية بخليط من الحروف والأرقام لاتينية – يستخدمونها بكثافة فى المحادثات (الشات) والتعليقات على فيس بوك وغيرها من شبكات التواصل الإجتماعى والشات
إنهم يكتبون بالفرانكو طول الوقت – على الكمبيوتر واللاب توب والموبايلات – وبسرعة كبيرة جدا – فإذا طلبت من إبنك أن يستخدم الحروف العربية فى الكتابة قال لك أنه لا يعرف ولم يتدرب على الكتابة بها – ولو أجبرته ستجد أنه يكتب ببطء شديد ويبحث طويلاً عن كل حرف عربى – كما أن أصدقاؤه ستصيبهم الدهشة لأنه كتب لهم بحروف عربية!!!
هذا المسخ اللغوى يزحف بقوة ويحتل عقول أبنائنا دون أن ندرى – وفى الغالب سيؤدى الى إبعادهم عن لغتنا الأصيلة لغة القرآن – هذا يذكرنى بما فعله عدو الإسلام كمال اتاتورك – عندما منع المساجد من أن تؤذن باللغة العربية ومنع كتابة اللغة التركية بالحروف العربية وفرض على الشعب إستخدام الحروف اللاتينية فى المدارس والجامعات وكل مكان
الآن يدمر الجيل الجديد لغته بيديه وبإختياره – غير مدركين مدى أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية التى تعتمد فى الأساس على اللغة العربية
إننى من هنا أطلق صرخة تحذير لكل أب وكل أم – إمنعوا أولادكم من كتابة الكلمات العربية بحروف وأرقام أجنبية – أفهموهم مدى خطورة ذلك على ثقافتهم وهويتهم – كفانا ما تعرضت له لغتنا الجميلة من إنتكاسات مؤسفة على يد وزراء التعليم وخبراء اللغة الذين وقفوا عاجزين عن تطوير مناهج حديثة تواكب العصر وتقدم اللغة بأساليب جديدة مبسطة وحديثة
إن نظرة سريعة لأرفف اللغة الإنجليزية فى أى مكتبة فى انجلترا أو الولايات المتحدة ستكشف لك مدى إهتمامهم بلغتهم وكيف يطورون شرحها وتدريسها بأحدث الأساليب من خلال سيل من المؤلفات المبتكرة الأنيقة وأساليب الشرح الحديثة المبسطة والتى تخاطب النشئ بمفرداتهم من لغة الشباب ولغة الشارع ولغة عصر تكنولوجيا المعلومات – بينما المكتبات العربية يملأها الغبار ولا تحوى فى الغالب سوى كتب تقليدية كلاسيكية عن اللغة العربية كتبت بطريقة منفرة ومملة لا يقوى الجيل الجديد ذا الإيقاع السريع على تحمل رتابتها ولا يجد نفسه ولا مفرداته الحديثة فيها
المثقفين الأجيال القديمة كانت اللغة العربية عندهم سليمة وقوية لأنهم مارسوها من الصغر وبصفة خاصة من تعلم وحفظ القرآن فعرفوا مواطن الجمال فى لغتنا العربية وأتقنوا التعبير عن أنفسهم بمفرداتها الغنية – أما الأجيال الجديدة فنراها تبتعد كل يوم عن الغة العربية وأصبحت اللغة مشوهة وركيكة ومليئة بأخطاء لغوية وإملائية مضحكة محزنة – ويأتى الفرانكو ليقضى على البقية الباقية من اللغة العربية لديهم – مما سيكون له آثار شديدة الضرر – سواءاً على المستوى الدراسى ودرجاتهم فى اللغة العربية – أو على مستقبله المهنى بعد أن يتخرج ولم يتعود على إستخدام الحروف العربية – ناهيك عن الأثر المدمر للمجتمع وضبابية مستقبل نفقد فيه أحد أهم مقومات ثقافتنا وهويتنا العربية