بفضل توجيهات الكنائس – صوت أغلب المسيحيين لصالح أحمد شفيق – مما كان عاملا مهماً فى إكتساحه للمركز الثانى متفوقاً على حمدين صباحى
الى هذا الحد ينعدم الشعور الوطنى لدى مسيحيى مصر؟
لو افترضنا أنهم خائفين من الاخوان – لتشددهم الدينى – رغم أن الإسلام هو أحرص الأنظمة السياسية على رعاية حقوق المسيحيين والمساواة بينهم وبين المسلمين فى كل شئ كشركاء للوطن – إذن لماذا لم يعطوا أصواتهم لحمدين صباحى؟ – فهو ليبرالى ولم يشير فى حملته الى تطبيق الشريعة
يبدو أنهم يسعون – ليس فقط الى تجنب حكم إسلامى – بل الى القضاء على الإسلاميين وإعتقالهم ورميهم فى السجون – وهو ما سيفعله شفيق لو تولى الحكم. يسعون الى ذلك حتى ولو على حساب مصر كلها – لا يهمهم فى المقام الأول الحرية ولا الديموقراطية ولا العدالة الإجتماعية ولا الكرامة الإنسانية – وإلا كانوا إنتخبوا حمدين صباحى – ولا يعنيهم نجاح الثورة – بل إن إختيارهم لشفيق هو ضرب مباشر وفى الصميم للثورة كلها فى مقتل
وتجدر هنا ملاحظة أن المسيحيين لم يكونوا أذكياء حتى فى إختيارهم الأنانى – فصعود شفيق للإعادة مع مرسى مرشح الإخوان سيجبر معظم المواطنين من كل التيارات الأخرى الى إعطاء صوتهم لمرسى – حتى الذين لا يحبون الإخوان – مما يجعل نجاح مرسى مؤكداً – بينما لو كانوا ساعدونا وأعطوا صوتهم لحمدين صباحى لكان فاز بدلا من شفيق ووقتها كل التيارات الغير إسلامية كانت اصواتها ستذهب الى صباحى فى جولة الإعادة – فمن الواضح أن حسبتهم جانبها الصواب وسيتسببوا بأيديهم فى إنجاح من باعوا مصر مقابل القضاء عليهم وإعادتهم للسجن – سبحان الله
إنه لمن المحزن حقاً أن شركاءنا فى الوطن غير مهمومون بقضايا الأمة ولا للمصلحة العليا لمصر – بل همهم الأول هو إختيار من يضمن لهم التنكيل بالإسلاميين وإعادتهم الى المعتقلات وغياهب السجون – همهم الأول القضاء على التيار الإسلامى – لا تجنبه بل القضاء عليه تماماً
هذه ليست أول مرة ينحاز فيها المسيحيين الى من ينكل بالإسلاميين حتى لو كان على حساب إقامة العدل ورفعة الوطن – فطالما أيدوا الديكتاتور مبارك رغم فساده وإفساده لكل مناحى الحياة فى مصر – ورغم عمالته لأمريكا وإسرائيل – ورغم عصابته الحاكمة التى نهبت ثروات البلد وتركت المواطنين يموتون جوعاً وفقراً ومرضاً على أبواب المستشفيات – ورغم التعذيب الوحشى للمواطنين فى الأقسام والسجون والمعتقلات ومقرات أمن الدولة والمخابرات – كل ذلك لم يجدوا مانعاً من أن يقوم به مبارك طالما هو ينكل بالإسلاميين ويعتقلهم ويلفق لهم التهم – لهذا إستمروا فى تأييده بقيادة كنائسهم على طول الخط
كنت أجد بعض العذر لهم فى السابق نتيجة عدم فهمهم الصحيح لسماحة الإسلام الذى يضمن لهم جميع الحقوق كما لا يضمنه أى نظام سياسى آخر – أما وقد قامت الثورة وأصبحت البدائل الليبرالية الغير متشددة موجودة ومتعددة – فإن تصميمهم على إعطاء أصواتهم لفلول النظام السابق لهو دليل قاطع عندى أنهم لا يحبون الخير لمصر – وأن إنقاذ مصر من الفساد والطغيان والتخلف الحضارى لا يعنيهم
إننى بجد حزين بدرجة تفوق الوصف – أعرف أن هناك مسيحيين وطنيين همهم الأول هو مصر وتحقيق العدل والحرية والكرامة – ومنهم أبطال ضحوا بحياتهم فى الثورة وحفروا أسماءهم بحروف من ذهب فى تاريخ النضال الوطنى المصرى – لكن للأسف هذه المشاعر النبيلة يبدو أن أغلبية المسيحيين لا يشاركوننا فيها – إنه أمر شديد الإيلام أن شركاءنا فى الوطن غير مهمومون إلا بزاوية ضيقة تحجب عنهم رؤية الخير الحقيقى لمصرنا الحبيبة
فوقوا يا مسيحيين – دى مصر بلدنا كلنا – حبوها أكثر من كدة شوية – الماء لو قليل نتشارك فيه بالعدل – كل واحد رشفة – لكن لا تخرقوا السفينة لتشربوا وحدكم – فعندها سنغرق كلنا
كلام سليم تماما …ولو فاز رئيس اسلامى – فأن الشعب المصرى الذى كسر حاجز الخوف الى الابد – لن يسمح لهذا الرئيس او غيره بأن يأتى بما يضر بالاقباط – ولذلك عليهم ان ينضموا للثوره وينحازوا لجموع الشعب المصرى لاحداث التغيير – ولن تأتى فرصه اخرى للتغيير …وهناك مسأله اخرى وهى ان من اعطى صوته لشفيق – بالاضافه الى الاقباط – طوابير السيدات والفتيات – وهن يرين فيه _(جنتل مان) ؟؟؟؟
ليس صحيحا أن المسيحيين لم ينضموا للثورة، وقبل قيام الثورة عندما كنت أري رجال الأعمال من الشلة الفاسدة المحيطة بجمال مبارك والنظام الحاكم يعملون على اصدار القوانين التي يساعدهم في البزنس بتاعهم غير ناظرين للشعب الفقير، قلت في نفسي أن هذا الذي نراه هو إلغاء لواحد من مباديء ثورة 1952، التي قامت من أجل 6 أسبابء أحد الأسباب هو سيطرة رأس المال على الحكم، وها قد عادت سيطرة رأس المال على الحكم مرة أخرى، إذن مصر تحتاج إلى ثورة جديدة. قلت هذا الكلام في عام 2009. وعندما بدأ اعتصام شباب الثورة من 25 يناير، أيدت كل ما يحدث، وقلت أن ما يحدث تحركه يد الله الذي يرفض الظلم ونهب الشعب الفقير . المسيحيون رفضوا أن يختاروا مرسي لأنهم رأوا ما حدث في مجلس الشعب من الأغلبية التي تتبع الإخوان، وعود تصدر ثم تخلف، صفقات تتم في الخفاء مع المجلس العسكري على حساب شعب مصر، اتفاقات سرية ماضية مع أركان النظام، مع أحمد عز بشأن الانتخابات، ومع أمن الدولة بخصوص أمور كثيرة، رشاوى انتخابية من طعام وأنابيب بوتاجاز بالسعر الرسمي بل وأموال نقدية يسلمونها في اليد لشراء أصوات الغلابى. أما شفيق فلم أسمع عنه شيئا عن فساد سابق أو شراء أصوات ، وليس معنى أنه كان وزيرا في النظام السابق أنه كان هو شخصيا فاسدا. الرئيس المخلوع عندما واجهته الثورة أراد استرضاء جماهير الثوار، فعزل الحكومة برئاسة أحمد نظيف، ولم يجد شخصا يرضى عنه الشعب مثل أحمد شفيق، فعينه رئيسا للوزراء لاسترضاء الشعب. أظن أنك أنت يا من كتبت هذا المقال، لو كنت وزيرا في أيام حكم الرئيس المخلوع، وكنت نظيف اليد لا تشارك في الفساد المستشري، لن تقل للفاسدين كفاكم فسادا، لأنك حينها ستتم إقالتك وتجلس في منزلك، لذلك ستقول: يا عم سيبني آكل عيش، ودع الخلق للخالق يحاسبهم هو. لذلك أقول لك أن المسيحيين يحبون مصر بكل معنى الكلمة، وأن من لا يحب مصر هو من يبحث عن المغانم الشخصية بأي ثمن حتى لو كلن الثمن هو التخريب وانتشار الفوضى وانعدام الأمن.
سيدى الفاضل كلنا نعرف أن زعيم العصابة لا يضم الى عصابته أتقياء أو صالحين – لكنه يعين فقط من يسايره فى الفساد والإفساد
كل من عينهم مبارك فى مناصب عليا لا يصح أبداً الإستعانة بهم لادارة البلاد بعد ثورة 25 يناير – هل البلد عدمت من الرجال حتى لا نجد سوى أفراد عصابة مبارك لننتخبهم؟؟؟
ثم إنه لم يكن عليكم أن تختاروا مرسى – أغلب المسلمين لم ينتخبوه – كان أمامكم حمدين صباحى – شخص وطنى ولم يتحدث حتى عن تطبيق الشريعة
لكن بإضراركم على انتخاب شفيق أخرجتم أنفسكم من دائرة حب مصر ودخلتم الدائرة الجهنمية للرغبة فى الإنتقام – واضح أنكم تسعون الى التخلص من الإسلاميين ورميهم فى السجون والمعتقلات – حتى لو كان من وعدكم بذلك فرد من أفراد عصابة نهب مصر وإفسادها
أنا آسف ياسيدى – ليس هكذا تحبون مصر – إنى جد حزين ومتألم من شعوركم كشركاء فى الوطن – ولم أتصور أن من ضحوا بحياتهم فى الميدان وأمام ماسبيرو ينتخبون من قتل شبابهم ويداه ملطخة بدمائهم