طبعاً الله وحده هو العليم بقادم الأيام – لكن هذه مجرد محاولة متواضعة لتوقعاتى من خلال شواهد الشارع المصرى
إنقسام التيار الإسلامى سيفتت أصواتهم بين محمد مرسى وعبد المنعم ابوالفتوح وسليم العوا – مما سيزيد من فرص حمدين صباحى – أما الفلول شفيق وموسى فهم خارج المنافسة بالطبع وانتخابات مجلس الشعب اثبتت أن الشعب المصرى قادر تماماً على توجيه صفعات مدوية فى وجه فلول النظام الفاسد البائد
لذلك أتوقع بإذن الله أن جولة الإعادة ربما ستكون بين مرشح اسلامى وبين حمدين صباحى
فى هذه الحالة كل التيار الاسلامى سيعطى صوته فى الإعادة للمرشح الاسلامى أيا ما كان بالطبع – وأيضاً حزب الكنبة والفلول غالبا سيعطوا اصواتهم للمرشح الاسلامى فى جولة الإعادة لتفويت الفرصة على مرشح الثورة – وعلى الجانب الآخر فغالباً حمدين صباحى سيصوت له فى الإعادة مؤيدى الثورة بالإضافة لكل من هو رافض للإخوان ولا يحبهم
لذلك – إذا لم تحدث معجزة تثبت أن الشعب المصرى يقف صامداً مويداً للثورة من خلال مرشحها حمدين صباحى – فالمرجح فى الغالب هو فوز المرشح الإسلامى فى نهاية المطاف – نظراً لتغلغل نفوذهم فى القرى والنجوع وإمكانياتهم المادية الهائلة فى توفير وسائل الإنتقال للجان الانتخابية للبسطاء بطول وعرض البلاد
لا بأس من فوز مرشح إسلامى – غالباً محمد مرسى استبن الإخوان والخاضع لتعليمات المرشد كظله – لكن التخوف الحقيقى سيكون مدى خنوعه للمجلس العسكرى ومدى موافقته على وضع مواد دستورية تجعل للعسكر اليد العليا فى البلاد – الخوف من تواطؤ الاخوان مع العسكر فى اتفاقية تبادل مصالح – الإخوان تطلق يديهم فى تطبيق الشريعة – وهو أمر حميد نتمناه كلنا – لكن مقابل ثمن باهظ لا يرضاه أى وطنى غيور على البلد – وهو وضع متميز للعسكر يؤمنهم ضد أى محاكمة على ما إقترفت يداهم من قتل الشهداء وسحل وتعذيب شباب الثورة – ويجعل منهم حماة الدستور بما يعنى وقوفهم المسلح ضد الشعب عند أى محاولة لتطهير الدستور أوالتخلص من تغلغل نفوذ العسكر فى الحياة السياسية والإقتصادية لمصر
بعد اعلان 90% من نتائج إنتخابات الرئاسة حصل محمد مرسى مرشح الاخوان على المركز الأول – وهو ما كان متوقعاً – لكن صدمتى كانت كبيرة فى الشعب المصرى بتصويت الملايين لأحمد شفيق المشرف على مذبحة موقعة الجمل والذى توعد بإبادة ثوار التحرير – أن يأتى هذا السفاح فى المركز الثانى فهذا عار على الأمة المصرية – يبدو أن نسبة كبيرة منا شعب غير محترم – لا يستحقون خير هذا البلد
طبعاً شفيق سيهزم بمنتهى السهولة فى جولة الإعادة لأن الكل – بما فيهم من لا يحبون الإخوان – سيعطون صوتهم لمحمد مرسى – وهذا أمر مفروغ منه – لكنى لن أنسى أبداً خسة ووضاعة من أعطوا صوتهم لشفيق – محافظات بكاملها حصل فيها شفيق على المركز الأول – لكل من أعطى صوته ولكل من سيعطيه لشفيق أقول: حسبى الله ونعم الوكيل فيك – إن شاء الله يعود لك فى ولادك وتتقهر عليهم زى قهرة كل أم شهيد وأب شهيد – هؤلاء بحق هم عار على مصر – حوالى 23% من الشعب المصرى – أى تقريباً واحد من بين كل 4 مصريين – غير محترم ولا يستحق أن يعيش بيننا
الحمد لله أن 40% فقط أدلوا بأصواتهم – فأغلب الظن أن نسبة كبيرة من ال60% الذين لم ينزلوا من بيوتهم ينتمون الى حزب الكنبة – ولو كانوا صوتوا كانوا غالبا سيعطوا صوتهم لشفيق وتحدث الكارثة القومية وينجح من أول جولة – لكن بفضل الله إحتفظوا بمكانهم المفضل على الكنبة وكفونا شرهم
لا حول ولا قوة الا بالله – ولا كإن فيه ثورة قامت فى مصر من الأساس – خليتونا نرشق فى الحيط ونختار غصب عننا الاستبن محمد مرسى – اللى ولاؤه الأول ليس شعب مصر بل للمرشد اللى أقسم على طاعته من أول يوم – ومين عارف ياترى متواطئ مع العسكر وحيوافق لهم يكتبوا صلاحيات فوق كل السلطات لهم فى الدستور الجديد ام لا – لكننا مضطرين نعطيه صوتنا الآن – فالبديل أكثر رعباً وفتكاً بالمصريين