ياطغاة العالم العربى – عندما يأتى دوركم وتسقطون فى قبضة شعوبكم – وتحاولن الفرار – سيتخلى عنكم الغرب كما لو كنتم مناديل ورقية – كلينكس – ويلقون بكم غير مبالين بمصيركم اﻷسود
هذا هو الدرس القاسى الذى ظهر جلياً وضوح الشمس من طريقة تعامل فرنسا وأمريكا والغرب كله مع بن على طاغية تونس
لم يشفع له صداقته الحميمة مع ساركوزى والغرب – ولم يشفع له تنفيذ أجندتهم ومصالحهم الغربية على حساب بنى وطنه
لم يشفع له منع أهل تونس من حمع أى تبرعات ﻷهل غزة أيام المحرقة الرهيبة ﻷطفالها ونسائها
لم يشفع له إخلاصه ووﻻؤه للصهاينة فى إسرائيل
بمجرد أن لفظه شعبه وهرب – أغلق الغرب كل أبوابه فى وجهه – حتى أن طائرته التى هرب بها من شعبه إستمرت فى التحليق أكثر من 7 ساعات حول أوروبا بلا جدوى – الكل رفض نزوله
تعاملوا معه تماماً كما يتعاملون مع أى منديل ورقى – بعد أن إستنفذوا الغرض منه – ألقوا به فى سلة القمامة
قد يظن الطغاة أنهم سيكونوا فى حماية أمثالهم من الطغاة اﻵخرين – لكن هذا تصور خاطئ – فكل طاغية لديه مايكفيه من مشاكل مع شعبه وليس فى حاجة لتبنى مشكلة جديدة
وحتى لو وجد أى طاغية هارب الملاذ عند طاغية زمل – فهذا أبعد من أن يكون ملاذا آمناَ – كيف يضمن له اﻷمان وهو لا يستطيع أن يضمنه لنفسه إذا قرر شعبه أن يهب فى وجهه فى أى لحظة؟
لقد أصبح عمل الطغاة محفوفاً بالمخاطر هذه اﻷيام ولم يعد اﻷمر بالسهولة السابقة – أكل العيش مر والسرقة والنهب لم يعد بالساهل – وقد أثبتت هبة الشعب التونسى أن الشعوب قد تثور ﻷبسط اﻷسباب – وعلى غير المتوقع – وأن كل الحسابات والموازين تسقط فى ثوانى أمام رغبة عفوية لا يستطيع أحد من جيوش الخبراء والباحثين والمحللين أن يتوقع متى وكيف ومن أين جاءت – وعندما يهب شعب – فلا أحد يستطيع أن يوقفه – والقوى التى يحتمى بها الطغاة ويستخدمونها فى تعذيب وقتل شعوبهم قد تنقلب عليه فى أى وقت – خصوصاً لو أدركت أن قواعد اللعب على وشك التغيير وأنهم أنفع لهم أن يستديروا للناحية اﻷخرى وينضموا للمواطنين أهلهم وناسهم