آخر تحديث : 15-09-2009 الساعة 11:47 ص
المنتديات العربية حققت إنتشاراَ واسعاَ فى السنوات الأخيرة – لكن عندما أتصفح معظمها – ينتابنى شعور بالأسف والخجل من طريقة إدارة تلك المنتديات – لأسباب كثيرة سأحاول إيجازها فى النقاط التالية
- لاتشعر كثير من المنتديات العربية بالخجل من تشجيع الناس على سرقة منتجات الآخرين – برامج وأفلام وأغانى وكتب – مباحة بكل بساطة على صفحاتهم بدون دفع قرش واحد من ثمنها لمن تعبوا فى إنتاجها – لم يفكر أصحاب تلك المنتديات فى وضع قواعد تمنع تداول تلك السرقات
- أعضاء تلك المنتديات – وبينما هم يتبادلون السرقات أو العناوين المؤدية إليها – تجدهم يتبادلون الشكر والدعاء لمن دلهم على السرقة بأن يبارك الله فيه ويجزيه خير الجزاء فى الدنيا والآخرة – وهذا أمر مضحك ومبكى – ويعبر عن إنفصام فى الشخصية العربية – فالدين يقف عندهم للأسف عند باب المظاهر و الكلمات – بينما الفعل مشين ومخجل ويعبر عن عدم فهم أصول الدين الإسلامى الحنيف
- معظم تلك المنتديات تجبر الناس على تسجيل الإشتراك لديهم بطرق ملتوية – فمثلاَ كل العناوين والوصلات لاتظهر إلا لمشتركين – وفى هذا عدم إدراك حقيقة الإنترنت – وقوته الحقيقية التى تكمن فى إتاحة المعرفة للجميع والتعاون المعرفى التراكمى – والبحث من أهم أدوات الإنترنت – لذا فالباحث عن المعلومة قد يقوده حظه العثر للوصول الى منتدى عربى – ليفاجأ بأن عليه الإشتراك لكى يرى العناوين والوصلات – هذه الطريقة لخطف المشتركين لاتجدى على المدى الطويل – لأن المشترك قصراَ لن يعود مرة أخرى بعد إن يحصل على ما كان يبحث عنه – لذا فأصحاب تلك المنتديات يحتاجون إلى إدراك أن المحتوى الجيد و الثرى لمنتدياتهم هو فقط العامل الحقيقى لجذب الناس للإشتراك – وأن الإجبار لايجدى
- معظم المنتديات العربية تنقل من بعضها بدون الإشارة للمصدر صاحب الفضل – سواءاَ كان كاتباَ أوباحثاَ أومؤسسة أو حتى منتدى آخر – بل إن قوانين بعض المنتديات تمنع أعضائها من ذكر منتديات أخرى أو الإشارة إليها
- بعض المنتديات تتنافس بطرق مضحكة على رفع عدد المواضيع التى يكتبها الأعضاء – كأن يحجبوا مثلاَ جزء من نص الموضوع الإفتتاحى – بحيث يظهر فقط لمن يكتب رداَ – والنتيجة آلاف من الردود السطحية والتشكرات والإبتهالات التى لاتضيف أى فائدة للموضوع نفسه – وحتى الجادين وأصحاب الأسئلة المهمة تضيع ردودهم وسط طوفان اللامعنى الكاسح
بإختصار – نحن كعرب فى حاجة للإرتقاء بأنفسنا وإدراكنا للعالم من حولنا – فالإنترنت عالم هائل من الثراء المعرفى والتعاون الإنسانى فى واحد من أرقى صوره – علينا أن نسعى لأن نكون مشاركين ومؤثرين فى هذا التبادل المعرفى الرائع – بنزاهة وأصول – فنحن أمة الإسلام أولى بنا أن نكون سباقين ورواد – كما كنا دائماَ – فى خدمة المجتمع الإنسانى – ولايليق بنا أن نقف متفرجين – نسرق من هنا – وننقل من هنا – بلا خجل ولاحتى إشادة بمن نسرق منهم – بينما الغرب اللادينى يجزل العطاء ويتعاون بلا حدود ويتمتع بروح جميلة من النزاهة والحرفية والبذل وإحترام حقوق الآخرين