يتنافس طلبة ثانوية عامة أدبى على دخول كليات الاعلام باعتبارها من كليات القمة – وقد وصل الحد الادنى للقبول بها الى أكثر من 96% – فهل تلك الكليات تستحق فعلاً عناء الالتحاق بها؟ الاجابة قطعاً لا – فهى مقلب كبير ويستحق الطلبة الملتحقين بها ان نواسيهم على الفخ الذى وقعوا فيه
اليكم بعض مساوئ دخول كلية الاعلام
- يعانى خريجى الاعلام من نسبة بطالة عالية لعدة اسباب
- تشبع المؤسسات الصحفية بالعاملين وخصوصا كبار السن
- عند الحاجة للتعاقد مع صحفى او مذيع جديد فان المؤسسات الاعلامية تقبل بأى خريج جامعى – اى ان على خريج الاعلام ان يتنافس مع خريجو الاداب والحقوق والتجارة وتقريبا كل الكليات والمعاهد بدون استثناء – فمهنة الاعلام ليست محجوزة لخريجى الاعلام ولا يوجد أى قانون يلزم الصحف والاذاعات والمحطات التليفزيونية بان يقتصروا على تعيين خريجى الاعلام
- الواسطة والمعارف يلعبون دورا كبيرا فى ايجاد فرصة عمل فى المجال الاعلامى للأسف
- مهنة الصحافة فى طريقها للاندثار شيئا فشيئا – واصبحت مجال استثمار خاسر ولم يعد القراء يشترون الصحف بل أغلبهم يتابع الاخبار على الانترنت بدون مقابل – فى نفس الوقت تكاليف الورق والطباعة فى ازدياد متواصل
- كثير من القنوات التليفزيونية الخاصة على وشك الافلاس لقلة مواردها من الاعلانات
- المرتبات لم تعد ثابتة ولا مضمونة للعاملين فى المجال الاعلامى – نتيجة لخسائر اصحاب الصحف ومحطات التليفزيون – واصبح تأخر صرف الرواتب لشهور أمراً معتاداً فى كثير منها
- انتشرت مؤخرا ظاهرة الفصل الجماعى للاعلاميين – فقد تفاجأ بعد ان حصلت على وظيفة بشق الانفس بأن مؤسستك الاعلامية قد قام بشرائها أشخاص جدد وقد يقوم هؤلاء بفصلك مع آخرين لتقليل الخسائر او لتغير التوجهات
- مهنة الاعلامى اصبحت من أكثر المهن خطورة فقد تتعرض للحبس لاسباب عديدة ولن تجد أحدا يحميك
- خريجو كليات الاعلام ليست لهم أى نقابة تقبل انضمامهم اليها – فقط من يستطيع الحصول على وظيفة صحفى فى مؤسسة صحفية هو من يستطيع الحصول على عضوية نقابة الصحفيين – فهم لا يعطونك عضوية النقابة لكونك خريج اعلام بل يشترطون ان تعمل اولا فى الصحافة لمدة عام على الاقل – وبعض الصحف الخاصة تماطل فى مساعدتك للحصول على عضوية النقابة – اما اذا عملت فى التليفزيون او الاذاعة فلا نقابة لك من الاصل – اذ لا توجد حتى اليوم نقابة للاعلاميين – ولو حدث وانشئت فقد يشترطون هم ايضاً ان تكون من العاملين فى القنوات التليفزيونية – كل هذه المشاكل لا وجود لها فى باقى الكليات التى يتمتع خريجوها بعضوية نقابتهم بمجرد حصولهم على المؤهل الدراسى مثل كليات التجارة والهندسة والصيدلة والطب وغيرهم الكثير – تقريبا اعلام هى الكلية الوحيدة التى تخرج خريجين بلا نقابة
لكل هذه الاسباب أشعر بالرثاء عندما أرى شباب وشابات زى الورد واصلوا الليل بالنهار فتفوقوا وحصلوا على أعلى الدرجات فى الثانوية العامة – واذا بهم يختاروا – وبمحض ارادتهم – الالتحاق بكليات الاعلام – لمجرد انها من كليات القمة – دون أن يدركوا الفخ الذى وقعوا فيه – أعرف ان مهنة الاعلامى حلم للكثيرين لما لها من بريق – لكنها لم تعد الحلم الذى فى مخيلتهم – انهم كمن يركب قارب صغير ويبحر به فى جوف الليل فى بحر مظلم وسط أمواج عاتية آملا فى أن تحدث معجزة ويصل الى بر الامان – قد تكون بحاراً ماهراً وربما تمتلك العزيمة والاصرار والمواهب والمهارات التى تستطيع بها التغلب على كل العوائق وتوصلك بسلام الى ما تريد – لكنك بالتأكيد وقتها ستكون من القلائل الذين استطاعوا الوصول الى هناك – بينما الاخرون سيختفون وسط امواج الحياة
انا برضه كنت باقول كدة – لكن نعمل ايه بقى
خير ان شاء الله
ممكن التحويل